الكاتب: حسن عبد الحميد
جريدة المستقبل العراقي
تنفست الصحافة في عراق -اليوم الصعداء حين تمتعت بهواء الحرية الحرة كما هو حاصل في بعض مفاصل الصحافة العربية بعد هبوب رياح التغيير وتبديل الأحوال واتساع سماء الآمال من خلال (تهاوي) عروش وكروش (بلاوي) أنظمة الاستبداد والعسكر ومن لف لفهم في الانضمام إلى قوائم الكراسي المعمرة والمدمرة، لتنال الصحافة حريتها مطلقة -بالثلاث-العودة إلى بيت الطاعة.
وحين تدحرجت الصحافة الاستقصائية -إلينا- بخطى بطء شديد لا يضاهي -حتى- سرعة السلحفاة، لكنها ظلت تردد معنا: (أن تأتي متأخرا …أفضل من أن لا تأتي أبدا)، ولسنا-هنا- بصدد رسم(بروفايل) أي رسم جانبي أو تخطيط أولي، يرى في أهميتها وشروط وجودها الى جوانب ومجالات الصحافة الأخرى والمعروفة، أن تكون متسلحة بالبيانات والوثائق، لتكون أقرب من نواحي وطرائق البحث العلمي، وليس مجرد تهويمات واتهامات تروم الى رمي الأحجار -جزافا- في بحر الظلمات، كما لسنا بصدد التذكير -مجددا- بقدم وعراقة الصحافة الاستقصائية في بلدان العالم المتحضر التي قطعت أشواطا كبيرة جدا -منذ نصف قرن تقريبا- وطبيعة تمكن الصحفي الحقيقي من الوصول والحصول على المعلومات التي تفيد بحثه الاستقصائي بما يخدم أهداف ومصالح المجتمع الذي تحيا فيه.
وما سعينا الاستقصائي والاحتفالي الا واجبنا وانتماءً -بحدود ما يمليه علينا الاعتراف بجهد وجد ومثابرة وتضحية من أقدم على عمل يستحق الإشادة والثناء، بما متاح ومسموح من مساحة لهذا العمود من مساحة- في توضيح عياني وملموس للحد الذي وصلت اليه صحافتنا الاستقصائية- بجهود تكاد أن تكون فردية-
أذ يأتي فوز العراق بالجائزة الكبرى عن أفضل تحقيق استقصائي في العالم العربي لعام/2012 من بين تحقيقات أنجزت في (11) بلدا عربيا بينهما مصر والمغرب والجزائر والاردن، عبر اعلان المشرف العام على الشبكة الاستقصائية العراقية(نيريج) الزميل(محمد الربيعي) عن فوز الصحفية (ميادة داود) بأرفع جائزة عربية لهذا النوع من الصحافة منحت لها من قبل مسابقة (شبكة أريج العربية) والتي عقدت في القاهرة مؤخرا وذلك عن تحقيقها الاستقصائي المعنون (تستر عليها الجيش الامريكي لسنوات :حقائق جديدة تفرض اعادة التحقيق في جريمة -اعدام تعسفي- لـ(11) عراقيا في الأسحاقي) والذي سيقود- حتما- الى اعادة فتح الجيش الامريكي للتحقيق في مجزرة الاسحاقي التي وقعت في ربيع عام/2006.
وبنيلها هذه الجائزة تكون (ميادة) قد تصدرت قائمة أول صحفية استقصائية عربية تحقق انجاز الحصول على ثلاث جوائز متقدمة على مدى ثلاث سنوات متتالية/جائزة ثاني أفضل تحقيق استقصائي لعام/2010 عن تحقيقها حول تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة، وجائزة أفضل تحقيق في العالم العربي لعام/2011 حول الخلل في قوانين المشردين في العراق.
يجدر التذكير -ايضا- بفوز الصحفي الكردي (موفق محمد) -بنفس مسابقة هذا العام/2012- بجائزة ثاني أفضل تحقيق حول(ضلوع قوة نافذة في كردستان في تجارة الأدوية الفاسدة والمزيفة) ليشكل تضامنا نوعيا لنمو هذا النوع من الصحافة في عراق-اليوم.
المزيد عن أخبار
أخبار","field":"name"}],"number":"1","meta_query":[[]],"paged":1,"original_offset":0,"object_ids":17325}" data-page="1" data-max-pages="1">