إيزيديون في مخيمات كردستان: نزوح وفقر وكورونا “هذا يفوق احتمالنا”
"إنه الجحيم بعينه وإبادة جماعية أخرى، فلا حكومة تساعدنا ولا حلول متاحة أمامنا، وهو ما يجعل الغالبية تحلم بمغادرة البلاد"
"إنه الجحيم بعينه وإبادة جماعية أخرى، فلا حكومة تساعدنا ولا حلول متاحة أمامنا، وهو ما يجعل الغالبية تحلم بمغادرة البلاد"
ميسر الأداني/ زاخو:
يقضي دخيل “سيدو” (23 سنة) عامه السابع في مخيم “باجدكندالا” الخاص بالنازحين الإيزيديين في زاخو أقصى شمالي اقليم كردستان، منتظراً تحقق واحدٍ من حُلمين طال انتظارهما، العثور على عمل أو العودة إلى سنجار التي نزح منها مع عائلته إثر غزو داعش في آب/أغسطس 2014.
يقول وهو ينظف مدخل خيمته من الطين بعد موجة مطر:”أقضي وقتي كله في المخيم بعد أن باءت كل محاولاتي لايجاد عمل بالفشل. المكان مكتظ بالمئات من الشبان العاطلين مثلي والذين تواجه عائلاتهم ظروفا معيشية صعبة، وهذا ما يزيد من احباطنا”.
يستدرك بعد لحظات صمتٍ:”البطالة خلقت لنا مشاكل لا تعد ولا تحصى، أمراض نفسية.. انتحار، عنف أسري، ومحاولات للهجرة غير الشرعية تقترب من الانتحار”.
تزوج “سيدو” مثل معظم النازحين الايزيديين الشباب في المخيم، بعد أن فقد أمل العودة الى سنجار:”إنه أمر شائع في مجتمعنا ان تتزوج في العشرين من عمرك أو قبلها” قال ذلك فيما رن هاتفه الجوال منبها لاستلامه رسالة نصية.
ارتسمت على وجهه ابتسامة بعد أن القى نظرة سريعة على شاشة جواله، ثم التفت إلى الخيم الممتدة على مدى البصر بأغطيتها البلاستكية البيضاء في المخيم الذي تقطنه أكثر من الفي عائلة.
“إنها زوجتي، تنجح في ايجادي باستمرار.. هي تراقبني الآن من مكان ما في المخيم” قال ذلك كمن تذكر شيئا للتو.
هي في مثل عمره، وقد تعارفا إثر لقاء جمعهما في سوق المخيم، وبعد ستة أشهر تزوجا في خيمة لاتتجاوز مساحتها الأربع أمتار ويعيش معهما والداه وشقيقه الأكبر منه.
“صراحة نحن من نعيش معهم، ولقد مرت سنة تقريباً ومازلت لم أدفع مهر الزواج والذي يبلغ حسب العادات الايزيدية 75 غراما من الذهب عيار 21… كيف أتدبر ذلك وانا عاطل فلا عمل ولا راتب من أي جهة سواء كانت حكومية أو غير ذلك”.
“سيدو” كان يعمل في محل امتلكه والده في منطقة دهولا شمالي قضاء سنجار الواقع على الحدود العراقية السورية، كان مصدر رزق العائلة الوحيد، أحرقه عناصر داعش بعد غزوهم للمنطقة. والآن تعيش العائلة برمتها تحت وطأة البطالة والفقر خاصة مع انتشار كورونا الذي زاد من معدلات البطالة في العراق الى نحو 20%.
يبرر النازح الايزيدي زواجه رغم انعدام امكاناته الاقتصادية بأن “الحياة يجب ان تستمر” وانه مثل الآخرين يريد ان تكون لديه عائلة “كانت الأوضاع افضل قبل عامين، وكنا نعمل هنا في زاخو او نسافر للعمل في اربيل، لكن كورونا دمرت كل شيء، شباب الاقليم عاطلون فكيف الحال بنا؟”.
((زادت جائحة كورونا والاغلاقات التي فرضها انتشار الفيروس من المصاعب المعيشية للنازحين الإيزيديين في مخيمات اقليم كردستان، وأفرزت ظواهر عديدة كالانتحار وتزويج القاصرات والأمراض النفسية))
المعونات غير كافية
نهارات النازحين في المخيم طويلة ومتشابهة، إذ تكتظ ممراته بالعاطلين الذين يحاولون من خلال تواصلهم الاجتماعي قتل الوقت وتخفيف ضغط ساعات الفراغ الطويلة بمحاولة البحث عن تسلية عابرة في الحوارات التي يجرونها مع بعضهم البعض.
“شيء جنوني يحدث هنا”، يقول جلال خلف (26 سنة) ويتابع: “يقابل الانخفاض المستمر في فرص العمل، زيادة ملحوظة في الزيجات، ولاسيما التي تشكل أطرافها شبان صغار وفتيات قاصرات”.
“الأوضاع في الأساس سيئة، فكيف يضيفون اعباء جديدة لحياتهم بالزواج وتحمل نفقات عائلة وأطفال” يردد الكلمات الأخيرة بحدة.
ويتابع بغضب، وهو يحاول التنفيس عن سوء حظٍ يلازمهُ منذ سنوات “لا شيء يجري بشكل جيد، ولا شيء يبشر بما هو أفضل”.
اضطر “جلال” الى بيع آخر ما كان يمتلكه قبل أشهر، وهي سيارة نوع اوبل اوميكا موديل 1996 كان يعمل عليها كسائق اجرة، ليغطي بثمنها تكاليف عملية جراحية أجريت لوالده لإخراج رصاصة كانت قد استقرت في ظهره، يوم الهروب الجماعي إثر غزوة داعش لمنطقتهم في “سيبا شيخدر” بسنجار صيف 2014.
“نعيش الآن على المعونات التي تقدمها المنظمات في المخيم، الوضع لا يطاق” يقول وهو يمسح على جبينه بيده ويواصل: “أنا وثلاثة من أشقائي عاطلون عن العمل. أحمل شهادة جامعية في تخصص إدارة الأعمال وكل محاولاتي للحصول على عمل فشلت، لو امتلكت ما يكفي من المال لغادرت البلاد فوراً، فلم أعد أشعر بالانتماء اليها بسبب كل ما مررنا به في سنجار وهنا في هذا المكان البغيض الذي زادت كورونا من وحشته”.
يجوب والد “جلال” المخيم كل يوم حاملاً صندوقاً بلاستيكياً يحوي مستلزمات كمالية نسائية ورجالية رخيصة، ليتدبر بالمال الضئيل الذي يتحصل عليه من بيعها جزءا من متطلبات عائلته، متحاملاً على شيخوخته والأمراض التي يشكو منها.
فيما يواظب جلال وشقيقه الذي يكبره بعام واحدة، الذهاب يومياً الى منطقة تجمع العمال في مدينة دهوك القريبة، لكنهما يعودان في معظم الأماسي والخيبة على وجهيهما من انقضاء يوم آخر دون أن يعثرا على عمل، يقول “نقبل بأي عمل يعرض علينا وأحيانا بنصف الأُجرة المعروفة من أجل ان لا نعود لعائلتنا خاويي الأيدي”.
30% من العمال في دهوك نازحون
ينبه فيصل خانصوري، مسؤول مجموعة “هيفي” الطوعية في مخيم “جم مشكو” الخاص بالنازحين الإيزيديين في زاخو، من تداعيات البطالة المتفشية في المخيمات، مبينا ان الفقر الذي ولدته تركت أثراً عميقاً في المجتمع الايزيدي.
“تحت كل خيمة هنالك كم كبير من المشاكل والتي سببها الرئيس الافتقار الى فرص العمل” يقول خانصوري، مشيرا الى ان النازحين يمرون بواحدة من أصعب الأوقات منذ نزوحهم قبل ست سنوات. ويضيف “في مخيم مثل جم مشكو والذي يقطنه أكثر من 25 ألف نازح أي بحدود خمسة آلاف عائلة، هنالك ربما عشرة آلاف عاطل عن العمل، اقول ذلك لأنك بالكاد تجد أحدا يعمل هناك، إنها كارثة يدفع النازحون ضريبتها بمشاكل تنتهي للعنف والانتحار”.
يؤكد، عامر عبو، الذي يدير مخيماً للنازحين الايزيديين في قضاء شيخان (47 كم شمال الموصل) ما يذهب اليه خانصوري:
“توجد في مخيمنا 600 عائلة نازحة من سنجار، 40% من رجالها وشبابها عاطلون، نحاول باستمرار مساعدتهم في الحصول على وظائف من خلال تواصلنا مع مؤسسات حكومية او منظمات إنسانية”.
يرجع ولات أمين، نقيب نقابة عمال كوردستان فرع دهوك، قلة فرص العمل المتاحة أمام النازحين الإيزيديين في أقليم كردستان الى الوضع الاقتصادي الذي يمر به الاقليم منذ 2014 اثر هجوم تنظيم داعش والذي تزامن مع انخفاض اسعار النفط ما أدى الى توقف المشاريع الحكومية والخاصة.
يقول أمين: “الوضع الاقتصادي بمحافظة دهوك كان معقداً قبل نزوح أهالي سنجار اليها، وتفاقمت المشكلة بنزوحهم ليتأثر سوق العمل بدرجة كبيرة. وهو أمر طبيعي فالنازح سيفتش عن عمل ليعيش”، مشيرا الى ان نحو 30% من العاملين في دهوك هم من النازحين الايزيديين من سنجار.
كورونا يعمق الأزمة
يعيش فلاح حسن (29 عاما) مع زوجته وأطفاله الثلاثة في مخيم “دركار” قرب زاخو. كان يعمل بأجر يومي في مدينة دهوك قبل تفشي جائحة كورونا، لكنه عاطل عن العمل منذ بداية انتشار الفيروس قبل أكثر من عام.
يقول: “خطر كورونا الأكبر يتمثل في تهديد قوت الفقراء اليومي وليس صحتهم. لقد حرمني من العمل بسبب الاغلاقات التي فرضت لمكافحته وتراجع الحركة الاقتصادية، ولم أعد أملك حتى ثمن شراء حليب لأطفالي”.
ويصف “فلاح” بسخط الوضع في مخيمات النازحين: “انه الجحيم بعينه وإبادة جماعية أخرى، فلا حكومة تساعدنا ولا حلول متاحة أمامنا، وهو ما يجعل الغالبية تحلم بمغادرة البلاد بعد أن كانوا ولسنوات متمسكين بالبقاء رغم كل ما حدث لهم”.
هناء ايزدين (23 عاما) التي تعيش مع أسرتها في مخيم “مام رشان” للنازحين في قضاء الشيخان، تواجه ذات المشكلة: “عملت بعقد لمدة ستة أشهر لصالح منظمة محلية في داخل المخيم، وافتتحت بعدها محلاً لبيع الألبسة النسائية لأخفف به من معاناة أسرتي ووالدي المريضين، لكن هذا لم يستمر فمن يشتري ألبسة وهو يفتقد الطعام في منزله”.
تقول “هناء” بعينين دامعتين: “خسرت عملي، وها أنا ومنذ اشهر بلا عمل، في البداية كنت إقنع نفسي ووالديّ بأنها مجرد فترة قصيرة وستمضي، لكن يبدو أن أزمة كورونا ستستمر طويلاً فكيف سأتدبر حاجات العائلة؟”.
تتمالك “هناء” نفسها بعد لحظات، وتدعو المنظمات المحلية والدولية لافتتاح مشاريع صغيرة للعاطلين عن العمل في المخيمات “نزوح وبطالة وكورونا، هذا كثيرٌ علينا وفوق طاقة احتمالنا، ولذا تجد كل يومين أحدهم ينتحر” .
وكانت مخيمات النازحين الايزيديين قد شهدت نحو عشر حالات انتحار لشبان وفتيات خلال الأسابيع الاولى من العام 2021، ويقدر نشطاء ايزيديين عدد حالات الانتحار المسجلة خلال السنوات الماضية بأكثر من 200 حالة.
شروط المنظمات للعمل صعبة
يعلق النازح برزان شقو (28 عاما) على واقع المخيمات في ظل كورونا والأزمة الاقتصادية “أعرف كثيراً من الشبان تركوا الدراسة لعدم وجود معيل لأسرهم، هم يحاولون التمسك بأي عمل وان كان بأجر منخفض وبعضهم لا يجده مطلقا”.
يضيف :”هذا ما يدفع قسماً من الشباب الى محاولة الانضمام للأجهزة الأمنية من جيش وشرطة، وان لم تجد فالى الميليشيات التي تنشط في سنجار، أو البحث عن أي سبيل لمغادرة البلاد”.
وكان عشرات آلاف الشبان الايزيديين قد تزاحموا في نهاية العام الماضي امام أبواب مراكز “غير رسمية” لتسجيل انفسهم في قوائم المرشحين للانضمام الى الشرطة الاتحادية، وسجل أكثر من عشرة آلاف ممن تنطبق عليهم الشروط اسماءهم رغم ان العدد المطلوب كان نحو ألفين فقط.
“شقو” الذي يعمل حلاقاً، كان يستغل دكانا مبنيا من الخشب والنايلون في مخيم بيرسفي بزاخو لممارسة عمله لكن حريقا بسبب تماس كهربائي أتى عليها وجعله شبه عاطل. يقول: “تركت دراستي سنة 2015 بسبب الفقر. كنت طالبا في كلية علوم الكيمياء بجامعة زاخو وبدأت أعمل حلاقا حتى أعيل عائلتي، لكن الحريق اتى على دكاني وأدواتي”.
يصمت لبرهة ثم يواصل: “الحلاقون يعرفون الكثير”. أطلق ضحكة هبطت معها خصلة من شعره الطويل على وجهه، حاول اعادتها الى مكانها وهو يقول :”لهذا أعرف جيداً ما يعانيه الشباب من كآبة، دفعت قسماً الى مغادرة البلاد وآخرين الى العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية للعمل في مخازن المشروبات الكحولية”.
ويتهم “شقو” المنظمات الانسانية بعدم توفير فرص العمل للمحتاجين الحقيقيين، كونها تشدد من شروطها كامتلاك شهادة عليا أو الخبرة في العمل. وتساءل “من أين يأتي الفقير بالخبرة، إذا لم يستطع اكمال دراسته او يجد عملاً اصلا؟”.
وكان نحو 360 الف ايزيدي قد نزحوا إلى إقليم كوردستان في آب أغسطس 2014 بعد اجتياح مقاتلي تنظيم داعش لقضاء سنجار حيث يتركز الوجود الايزيدي وتنتشر عدد من مزاراتهم المقدسة. وتم اسكانهم في 13 مخيماً مؤقتا أقيمت لهم لكنها بعد سنوات تحولت الى مواقع اقامة دائمة.
وبحسب مصادر رسمية في قضاء سنجار فان أقل من 100 ألف نازح (نحو 20%) عادوا الى مناطقهم بعد تحريرها في تشرين الثاني 2015 ولغاية كانون الثاني 2021، ومع تردي الخدمات الأساسية والبطالة المستفحلة في سنجار يقول نشطاء ان هناك عودة عكسية تحصل منذ شهرين.
يقول ميرزا رشو، وهو ايزيدي ترك المخيم وتوجه قبل نحو عام مع عائلته الى شمال سنجار، انه اضطر مثل كثير من العائلات الى العودة مجددا “لقد عدت الى المخيم فلا خدمات في سنجار ولم يتم اعمار منازلنا التي دمرتها الحرب”.
اضافة الى البطالة والدمار، فان الخوف من تدهور الأمن نتيجة تواجد مجموعات مسلحة متنافسة، تتبع حزب العمال الكردستاني وأخرى الحشد الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة وكل منها تمسك جزءاً من الأرض.
شبح داعش مازال حاضراً
ينبه حسو هورمي رئيس المؤسسة الايزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية، الى أن معظم النازحين هرباً من داعش، يعانون من التوتر الشديد، رغم مرور أكثر من ست سنوات على الابادة التي تركت ندوبا عميقة في أنفسهم.
ويقول هورمي ان “مشاهد الدماء والذبح والاغتصاب والدمار والتشريد ماتزال عالقة في أذهانهم بل ويعيشون تداعياتها يومياً وهذا ما أنتج الكثير من العلل الاجتماعية”، مبينا أن البطالة والظروف المعيشية الصعبة أدت الى مجموعة من المشاكل الأخرى الخطيرة.
ويحدد رئيس المؤسسة الايزيدية الدولية، ابرز المشاكل التي تواجه النازحين، بارتفاع مستويات العنف داخل الأسر وضحيتها الأولى النساء والأطفال، وضعف الحافز لدى نسبة كبيرة من النازحين للقيام باي نشاط لتأمين معيشتهم في حين ان البطالة بالاساس تُنتِج الإحباط، وتنامي ظاهرة زواج القاصرات، وتزايد حالات الانتحار بين الشباب والفتيات، وتزايد الاضطرابات الاجتماعية في ظل النقص بالتعليم وقلة المشاريع التوعوية وضعف الرعاية النفسية.
ويضيف عليها أيضا “تعرض الشباب الى مخاطر الانخراط في الإرهاب أو الاستغلال أو الاستقطاب من قبل بعض الجماعات المسلحة، بسبب البطالة”.
انتحار وزواج مبكر وأمراض نفسية
يذكر الاختصاصي في علم النفس الياس بركات، بأن للبطالة دوراً محورياً في خلق المشاكل داخل أي مجتمع، مبينا ان تعرض المجتمع الايزيدي للإبادة وفقد أفراده حياتهم وكل ما امتلكوه في مناطقهم السابقة، وضعهم في زاوية حرجة وجاءت البطالة لتزيد من مشاكلهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
يتابع بركات: “ينجم عن ذلك ظواهر عديدة كالانتحار والزواج المبكر وترك الدراسة وتفكك العائلة”.
ويسترسل”60% من الايزيديين النازحين يعيشون في المخيمات بإقليم كردستان وكانوا يعتمدون وعلى مدى سنوات قبل انتشار كورونا على عملهم بأجور يومية لتأمين متطلباتم وفي انتظار عودتهم لحياتهم الطبيعية”.
الآن بعد تعطل معظم مناحي الحياة بسبب الفيروس يجد النازح الايزيدي نفسه عالقاً بين عالمين، أحدهما يمثل مناطق نزحوا منها وصارت العودة اليها حلماً بعيد المنال بسبب الدمار الذي حل بدورهم وممتلكاتهم، والآخر مخيمات باتت تشكل سجونا بأقفال مفتوحة، يضيق كورونا قضبانها عليهم يوماً بعد آخر.
انجز التقرير بدعم من مؤسسة “نيريج” للتحقيقات الاستقصائية ونشر على موقع درج