أخبار: رؤية “نيريج” للتحديات التي تواجه شبكات الصحافة الاستقصائية في المنطقة

رؤية “نيريج” للتحديات التي تواجه شبكات الصحافة الاستقصائية في المنطقة

في تقرير موسع نشرته “مهارات ماغازين” عن تحديات الصحافة الاستقصائية بالمنطقة في ظل نقص الموارد المخصصة لها وازدياد القوانين المقيّدة لحرية الصحافة وتزايد الضغوط على الصحافيين وارتفاع عدد القابعين منهم في السجون، قدمت شبكة الصحافة الاستقصائية “نيريج” رؤيتها بشأن أبرز التحديات الأمنية والقانونية والمتعلقة ببيئة العمل الصحفي.

تقرير مؤسسة “مهارات” الذي حمل عنوان  “شبكات الصحافة الاستقصائية في العالم العربي… وحدة التحديات” عرض رؤية العديد من شبكات الصحافة الاستقصائية في المنطقة بشأن التحديات المختلفة التي تواجهها، مركزا على المشاكل التي تواجه شبكات الصحافة في العراق وسوريا واليمن وليبيا اضافة الى تجربة أريج ومن ثم درج في لبنان.

تذكر مهارات في تقريرها انه رغم الواقع الصعب الذي يواجه الصحافة وبشكل خاص الاستقصائية ثمة محاولات عدة لإطلاق وتكوين منصات للصحافة الاستقصائية تستحق المتابعة. كانت البداية في نهاية العام 2005، حيث سعى صحافيون عرب لإرساء صحافة استقصائية عربية، وشكَّـلوا من أجل ذلك شبكة أريج ARIJ التي هدفت الى تدريب الصحافيين وانتاج تحقيقات، وتمكنت خلال 15 عاما من تدريب 2800 صحافي وأنتجت 600 تحقيق استقصائي في 20 بلد عربي.

ويضيف التقرير: “لعل تفاعل الصحافيين العرب ووعيهم بأهمية الصحافة الاستقصائية في خدمة المصلحة العامة لبلدان المنطقة العربية، دفع العديد منهم الى إطلاق عدة شبكات استقصائية، منها شبكة “نيريج” في العراق، “سراج” في سوريا، “يمان” في اليمن، المؤسسة الليبية للصحافة الاستقصائية “ليفيج”. وفي لبنان قامت مجموعة من الصحافيين بإطلاق موقع “درج” الذي يقدم في جزء من تحقيقات استقصائية لبنانية وعربية.

 

مبادرات إستقصائية ناجحة

أبرز تقرير “مهارات” حقيقة ان الصحافة العربية يغلب عليها الطابع السريع في العمل، بما يتضمنه من إعداد التقارير والمقالات والتغطية الإخبارية وبالوسائل التقليدية المتاحة لديهم، فيما يغفل عن الصحافة المعمّقة وتقل الجهود المبذولة لكشف ما وراء الأخبار، فهم لا ينتهجون الصحافة الإستقصائية التي تهدف الى الوصول إلى وثائق أو معلومات والكشف عن حقائق كانت سريّة ومبهمة.

رغم ذلك تقول “مهارات” ان السنوات الاخيرة شهدت تغييرا بدأ مع انطلاق عدة منصات وشبكات للصحافة الاستقصائية في العالم العربي، بينها:

 

“نيريج” في العراق

إنطلقت شبكة “نيريج” للصحافة الاستقصائية في العام 2011، من قبل مجموعة من الصحافيين العراقيين المحترفين، وبالشراكة مع شبكة “أريج” للعمل على الصحافة الاستقصائية مع وجود بيئة من الحريات المقبولة والمتاحة.عملت شبكة “نيريج” منذ تأسيسها على توفير الدعم التحريري والمالي والاستشاري للصحافيين الاستقصائيين العراقيين، لإنجاز تحقيقات معمقة تستند إلى البحث عن الحقائق الموثقة والمدعومة بالمصادر المتعددة وثيقة الصلة بالموضوع قيد الكشف.

 

“سراج” في سوريا

إنطلقت الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية “سراج” في العام 2016. عندما قررت مجموعة من الصحافيين الاستقصائيين خارج سوريا، وبالتعاون مع صحافيين في الداخل تأسيس شبكة بمثابة نواة لمشروع صحافي ناشئ يوحّد جهود الإعلام الاستقصائي في سوريا. ويتركز هدف “سراج” على تهيئة الأجواء العامة لتعزيز المحاسبة التي بدورها تعزّز الكفاءات في مختلف المجالات العامة، بدلا من أن تكون الصحافة حكراً وأداة بيد الحكومة والنظام لنشر الايديولوجيا والأفكار التي تناسب وجهة نظر ومن جانب واحد، بإعتبار ان هذا النوع من الصحافة يستند إلى البحث والتوثيق، وبالتالي تقديم المعلومات الحقيقية والصحيحة للتأثير وخلق الوعي.

 

“درج” في لبنان

تختلف التجربة مع موقع “درج”، الذي إنطلق على يد مجموعة من الصحافيين المتخصصين. احد المبادئ التي قام عليها الموقع هو انجاز التحقيقات الاستقصائية، بحسب ديانا مقلد احدى الصحافيات المؤسسات للموقع. حيث شارك الموقع في تحقيقات استقصائية حول تسريبات وثائق “بارادايس” وتسريبات وثائق “بنما 2”.

 

“يمان” في اليمن

إنطلقت الشبكة اليمنية للصحافة الاستقصائية “يمان” في العام 2019. وهي شبكة استقصائية كوّنها مجموعة من الصحافيين اليمنيين من وحي تجربة “أريج”. وتهدف الى العمل على الارتقاء بمستوى الصحافة الاستقصائية اليمنية وتعزيز دورها في الرقابة والمساءلة عبر مجموعة من برامج التدريب، إضافة الى توفير التمويل للصحافيين الاستقصائيين اليمنيين لمساعدتهم على انتاج قصص استقصائية مكتوبة ومصورة، فضلاً عن تقديم الدعم والمساندة  القانونية والاستشارية لهم ومساعدتهم على النشر بما يسهم في تعزيز نشاط الصحافة الاستقصائية في اليمن.

 

“ليفيج” في ليبيا

إنطلقت المؤسسة الليبية للصحافة الاستقصائية “ليفيج”، وهي أول مؤسسة صحافية ليبية متخصصة في مجال الصحافة الاستقصائية، ولها اهتمامات أيضاً بصحافة البيانات، والسرد القصصي الرقمي، والحماية الرقمية، وقد تأسست في شباط/فبراير 2015. وقد جاءت فكرة تأسيس مؤسسة للصحافة الاستقصائية في ليبيا، من وحي تجربة أريج (ARIJ). وهدفت الشبكة الى نشر ثقافة التقصّي في الإعلام الليبي، وتوفير فرص التدريب، وموارد الدعم للصحافيين الاستقصائيين، ودعم فرص الإنتاج والنشر للصحافة الاستقصائية، وكذلك المساهمة في حماية حقوق الصحافيين الاستقصائيين، والعمل على تأمين الحماية القانونية لهم، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الشفافية، وحق الحصول على المعلومات، والمساهمة في مكافحة الفساد المالي في مؤسسات الدولة، من خلال التحقيقات الاستقصائية.

التحدي الأمني هو الأصعب

وتلفت “مهارات” في تقريرها الى وجود تحديات كبيرة في العمل بميدان الصحافة الإستقصائية، مبينة ان التحديات متشابهة الى حد كبير في مختلف البلدان، لاسيما ما يتعلق بندرة المصادر والتدريبات وقلة الدعم من المؤسسات الصحافية والتكلفة المادية والزمنية العالية للتحقيق الاستقصائي.

وتنقل “مهارات” عن المديرة التنفيذية لشبكة إعلاميون من أجل صحافة عربية استقصائية “أريج” روان الضامن انه منذ العام 2010، انحسر هامش حرية الصحافة والحق في الوصول الى المعلومات بشكل كبير في البلدان العربية، كما إزداد استخدام الصحافيين للأسماء المستعارة خلال نشرهم لتحقيقاتهم الاستقصائية، واضطر العديد منهم لمغادرة بلدانهم. وزاد انتشار فيروس “كورونا” الوضع سوءاً لا سيما فيما يرتبط بالعمل الاستقصائي الميداني وحرية التنقل بين الدول. وقد شكل هذا الوضع فرصة إضافية للسلطات في الدول العربية لقمع الصحافيين.

 

رؤية نيريج للتحديات

ونقلت “مهارات ماغازين” عن المدير التنفيذي لشبكة “نيريج” سامان نوح، قوله ان البيئة العراقية تتضمن تحديات عدة أبرزها، غياب القوانين التي تسهل العمل الاستقصائي مثل قانون حق الوصول الى المعلومات. كما ان التحدي المالي يحد من انتاج التقارير الاستقصائية، حيث يكلف التحقيق او التقرير الواحد بين 300- 800 دولار أميركي في المتوسط، وبالتالي لا توجد إمكانية لإصدار اكثر من 40 تحقيقا في العام.

ويرى نوح ان التحدي الامني هو أكثر التحديات صعوبة، فيقول: “نلجأ في العراق الى تغيير اسماء الصحافيين على التقارير او نسب التقرير الى فريق صحافي، حتى لا يتم استهداف شخص معين”، علماً أن لدى الفريق ثلاث فرق استقصائية في نينوى (شمال العراق) وبغداد وجنوب العراق.

ويشير نوح الى بعض أبرز التحقيقات التي لم تستطع الشبكة من تسمية الصحافي المسؤول عنها، آخرها كان تحقيق بعنوان “العراق: أبرياء يحاكمون بتهم الإرهاب ورشى تبرئ أمراء “داعش”، والذي تضمن الاشارة الى عمليات اعتقال كيدية من الاجهرة الامنية في نينوى، ودفع رشاوى لإطلاق أمراء “داعش”.

تحقيق آخر لم تستطع الشبكة تسمية الصحافي المسؤول عنه، وهو تحت عنوان “إصمتوا الى الأبد”، حول اعتقال مئات النشطاء والصحافيين والمتظاهرين خلال حراك تشرين الاول/اكتوبر 2019.

ويلفت نوح الى تعرض موقع “نيريج” وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى محاولات حجب وتهكير، لذلك تقوم الشبكة بنشر تحقيقاتها بالشراكة مع مؤسسات اعلامية اخرى خارج العراق، كموقع “درج” اللبناني، لأن المؤسسات الاعلامية العراقية بمعظمها تابعة اما للسلطات العراقية او الاحزاب السياسية وتنأى بنفسها عن نشر تحقيقات حساسة.

التقرير كاملا على الرابط

http://magazine.maharat-news.com/investigativejournalismchallenges

المزيد عن أخبار

أخبار","field":"name"}],"number":"1","meta_query":[[]],"paged":1,"original_offset":0,"object_ids":18175}" data-page="1" data-max-pages="1">