صدر في العاصمة بغداد، العدد الاول من مجلة (نيريج) المتخصصة بالصحافة الاستقصائية والتي تصدر باللغات العربية والكردية والانكليزية، تضمنت عددا من التحقيقات العراقية التي حازت على جوائز افضل تحقيقات في العالم العربي للاعوام 2010 و2011 في مسابقات سيمور هيرش، والربيع العربي، ولورنزوا ناتالي العالمية، فضلا عن تحقيقات عالمية وتقارير تعنى بفن الصحافة الاستقصائية.
وتضمن العدد الاول الذي صدر عن شبكة الصحافة الاستقصائية العراقية (نيريج)، مجموعة من التحقيقات التي انجزتها الشبكة بالتعاون مع صحافيين عراقيين، ومنها التحقيق حاز على جائزة افضل تحقيق استقصائي في العالم العربي للعام 2011 في مسابقة الربيع العربي التي اقيمت في العاصمة الاردنية عمان، وحمل عنوان (المشردون في العراق: قانون “هزيل” وعجز حكومي يدفع بالمشردين الى الانخراط في العنف والانحراف والجريمة) للصحفية ميادة داود، وكشف هذا التحقيق كيف أن اعتماد الحكومة على قانون المشردين الصادر عام 1983 تسبب في انخراط عدد كبير من المشردين في عصابات الجريمة، أو تعرضوا للاستغلال من قبل تنظيم القاعدة وعصابات بيع الاعضاء البشرية.
واشتمل العدد ايضا، التحقيق الفائز بالجائزة الثانية عن افضل تحقيق في العالم العربي لعام 2011، وهو تحقيق (بعد عجز السلطات عن إيقافها: محرقة نساء كردستان تلتهم فتاة جديدة كل 20 ساعة) للصحفيين الكرديين سامان نوح وموفق محمد والذي انجز ايضا بالتعاون مع شبكة الصحافة الاستقصائية العراقية (نيريج) ونشر في المجلة باللغتين العربية والكردية. ويكشف هذا التحقيق كيف ان عجز السلطات عن مواجهة العنف الموجه ضد المرأة والاعراف الاجتماعية السائدة والفوارق الطبقية في مجتمع كردستان، يساهم في ازدياد اعداد الفتيات اللواتي ينهين حياتهن بالانتحار حرقا تخلصا من العنف الاسري او التمييز على اساس الجنس.
وضم العدد تحقيق (ختان الاناث في كردستان… حكايات تبحث عن نهايات) لعضو شبكة (نيريج) العراقية، دلوفان بروراي، بالتعاون مع شبكة “اعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية (أريج)” والذي حاز على الجائزة الاولى في مسابقة سيمور هيرش كافضل تحقيق في العالم العربي عام 2010، فضلا عن الجائزة الاولى في مسابقة لورنزا ناتالي العالمية. ويتحدث التحقيق الموسع، عن الكيفية التي فاقمت فيها سياسة التساهل في تطبيق القوانين المتعلقة بالانتهاكات ضد المرأة، من ظاهرة ختان الاناث المنتشرة في مدن كردستان وقراها بنسبة تقدرها بعض الجهات بـ72%.
وأحتوى العدد تحقيقا موسعا باللغة الانكليزية عن ظاهرة تجنيد الأطفال من قبل تنظيم القاعدة في العراق، انجزته الصحافية ميادة داود وحصلت من خلاله على الجائزة الثانية في مسابقة سيمور هيرش كثاني أفضل تحقيق استقصائي في العالم العربي عام 2010. وهو يحكي كيف أن الفقر والحرمان والأمية والتفكك الأسري ونوازع الانتقام والاساليب الممنهجة التي اتبعها تنظيم القاعدة في تجنيد الاطفال، ساهمت في انخراط اعداد كبيرة من الفتيان في العمليات المسلحة وتنفيذ عمليات اجرامية راح ضحيتها حتى اباء واخوة المجندين الصغار.
وفي العدد، النص الكردي من التحقيق الذي يكشف فيه الصحفي سامان نوح كيف اسفرت السياسات الزراعية الخاطئة في كردستان عن تعريض اكثر من مليون ونصف المليون شجرة تفاح في منطقة برواري بالا، لخطر الابادة من قبل المزارعين الذين يقطعون عنها الماء سعيا الى قتلها عطشا، واستبدالها باشجار الكرز او تحويلها الى مزارع للخضرواوت.
ويقدم عدد مجلة (نيريج)، لأول مرة، استعراضا باللغة العربية للتحقيق الاستقصائي الذي اطاح بـ111 برلمانيا في مجلس العموم البريطاني وستة وزراء، ورئيس مجلس العموم البريطاني، في اول استقالة على هذا الغرار منذ 300 عام، بعد كشف الصحفية هيذر بروك لفضيحة نفقات البرلمانيين البريطانيين الذين استقطعوا من الخزينة العامة مصاريف تصليح مواسير مياه ومصابيح كهربائية وقص عشب الحدائق وكلف نقل عادية، فضلا عن شراء منازل بديلة وبيعها بعد ارتفاع اسعارها. واستطاعت الصحافية بروك من خلال هذا التحقيق، إجبار البرلمانيين البريطانيين لاول مرة منذ العام 1695 على كشف كل نفقاتهم الشخصية الممولة من المال العام، وهو ما تسبب في تراجع شعبية حزب العمال في الانتخابات الى اسوأ نتائجها منذ العام 1943.
اشتملت باقي صفحات مجلة نيريج، على تقرير يوضح كيفية حصول الصحافيين العراقيين على منحة صحافية من شبكة نيريج الاستقصائية، كي يتمكنوا من انجاز تحقيقات استقصائية ممنهجة تحت اشراف نيريج، تساهم في كشف ملفات فساد مالي او اداري، انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، البيئة. فضلا عن عجز القوانين النافذة عن حماية الشرائح الضعيفة في المجتمع كالمرأة والطفل، ممارسات اجتماعية تغيب حقوق الافراد وتضعهم تحت وطأة العنف المجتمعي.
احتوى العدد ايضا على نصائح للصحافيين الاستقصائيين، ومحاضرات متخصصة بفن الاستقصاء، أخبار ونشاطات المتخصصين بالصحافة الاستقصائية وكيفية الحصول على منح للصحافيين والمصورين تقدمها وسائل اعلام عالمية.
العدد الاول من مجلة نيريج، صدر بـ76 صفحة ملونة من القطع الكبير، والمجلة تهدف حسب ما جاء في صفحاتها، الى تعميم صحافة التقصي وتوثيق الحقائق بالارقام والوثائق لاحداث تغيير ايجابي في المجتمع، فضلا عن كونها نافذة يستطيع من خلالها الصحافي العراقي العمل على انجاز تحقيقات ممولة من نيريج بالتعاون مع مختلف المؤسسات الاعلامية في العراق.
وشبكة الصحافة الاستقصائية العراقية (نيريج) التي تصدر عنها المجلة، هي أول شبكة للصحافة الاستقصائية في العراق، أسسها مجموعة من الصحافيين الاستقصائيين المحترفين في 9 ايار مايو عام 2011، وعملت منذ تأسيسها على توفير الدعم التحريري والمالي والاستشاري للصحافيين الاستقصائيين العراقيين لانجاز تحقيقات معمقة تستند الى البحث عن الحقائق الموثقة والمدعومة بالمصادر المتعددة وثيقة الصلة بالموضوع قيد الكشف، وبدعم من منظمة دعم الاعلام الدولي IMS.
المزيد عن أخبار
أخبار","field":"name"}],"number":"1","meta_query":[[]],"paged":1,"original_offset":0,"object_ids":17339}" data-page="1" data-max-pages="1">